أسفاً...
سادتي أقيلوا خطأي
أسفاً... حين وضعت أصابعكم
على أبجدية الكتابة
حين لعنتُ فيكم الرتابة
وسكبت حبر أشعاري على أوراقكم الخاوية
ورفعت أحذية الجلاد عن رقابكم
حين طاردت الذباب عن وجوهكم
وقتلت ذهولكم
سقت الريح والصهيل ناراً يشعلها الثائرين
قطرت العسل على قذى عيونكم
وارتقيت كبراً سلم مشانقكم
استبدلت سلاسل خوفكم بطوق الآس والياسمين
علمتكم من أجلكم لا من أجل قتل الحسين
* * * *
أسفاً...
حين علمتكم سر التكوين
بين فم اليعسوب والتويج
بين الزهر البري وعطش الصحراء
عتبة الدار والغربة
سيقان السنابل وأسنان المنجل
لكم واديكم...
وعناكبكم... وعقاربكم
ومذلة الروح فيكم
* * * *
جبل النور يناديني
أنا ومن اتبعني
الوز البري والنوارس
قبضة الفجر
الجياع واليتامى
وصايا الصالحين بالفقراء
وآخر قميص تركه الشهيد على عاتقي
* * * *
سيتبعني...
المعاول... والمناجل...
والقدر الآخر للإنسان...