حين توسدت الجروح الداميات.. لسواحل الوطن الجريح
اخذتني اغفاءة الحموم.. حلمت بساحة عظيمة
تضج بالحمام والهديل.. فتبكي النافورات والجدران
رايت شابا كسنبلة ينام.. لون الحنطة وجهه
من انت سيدي..
:- انا المقتول بصادق الاشعار
حين يفتح الجفنين يرفع الحمام اجنحة الدعاء..
قلت احملك
كلوحة المسيح في كنائس الكهان..
قال :- بل كقوس الفاتحين
كاحدب يحمل الطعام حين تشرئب اعناق الجوع ويبكي الايتام
لكسره من رغيف
.. حملته وكنت مزهوا بحمله كاني احمل صغيري العزيز
..
قلت ندخل من فروع المدن الذبيحه
بل ندخل الشاعر العظيم..
لافتح الطلاسم واظهر معجزة الشهيد
ساحرق كل تاريخ مزيف..
كل باب ذهبه السلطان بدم من قرانا الداميات..
فكانت ان تهادت كل مسلات المديح
كل طاغ.. باسم الله يذبح.. باسم الله يسرق
باسم الله ياخذ العذارى جواري للقصور الباذخات..
وقربة الى الله يملا القبور..
وازداد نزف الجرح..
وفاسنا
يهوي على قلاع الحقد والضعينة وكره الانسان للانسان
وتبرق السماء تبارك القصاص..
قال اخرج بنا من مدن العتاة
خذني لسواحل الاحزان..
قررت ان اريه.. كيف الشهيد في بلادي..
وكيف كبرياء يكون
كبرياؤها..
حب الارض والانسان.. والسماء والنجوم
دربها العظيم..
حين اقتربنا من ساحل لنهر مياهه حمراء
شمسه مذبوحه الغروب..
كان على الجرفين
كفان من ذهب.. مقطوعتين.. بالقتال.. بالعذاب.. بالتعب
وكان طفل تلفه الدماء.. عين على الكف.. وعين بالسماء
يصرخ.. ماء.. ماء.. ماء..
وكانت السماء ترسل
بروقها الباكيات..
وظلمة الليل ووحشة الدم وجرح صاحبي
دون ان يسكت الصغير عن البكاء تلك فجيعة لم ار مثلها
اي فجيعة تبكي لها السماء
فاين موتي من هذه الدموع.. وانهر الدماء
وخذه الرقدة العظيمة.. وهذا الهجوع.. خذني جنوبا عليّ
استريح او انام نومة اللحود..
اتعبني البكاء والعويل ومنظر الدماء..
وكان زهوه بنفسه قد ضاع في هجعة الرضيع..
سرنا جنوبا
والدماء
تسقي الطريق وتشعل الحرائق بمنازل الطغاة..
فكان ان امسكنا
طرفا من ثوبها الصحراء
فقال ما اسم تلك الارض
وهذه النساء
وما تجمع في كيسها الصغير
قلت هذه ارض غريّ اسمها.. بابل.. كوفه.. بصرة.. قادس - كربلاء
وهذه النساء بقية من طيبه الله على الارض..
دفء النار فيها
وبرد الماء حين تمسك الصحراء..
تلملم بقايا من عظام الشهداء
هوى حينها للارض وقال
لنصلي ركعتين تحية لجموع الشهداء