هدوء وسكينه أطبق على تلك الغرفة المطله على حديقة الدار.ستائرالنافذه تتراقص بهذا الأتجاه وذاك بفعل نسمات الهواء البارده.ورغم البرد القارص إلا إنه لايستطيع إغلاق ناقذة الغرفه.لأنه ينتظر وما أصعب الأنتظر.ينتظر أن يسمع صوت طارق.ليفتح الباب لصيقه الذي طال إنتظاره.الذي يزوره بفترات متقاربه تكاد تصل حد العيش معا في نفس البيت والغرفه. وبينما هو ينتظر الذي تأخر على غير عادته,ما إنفك يتأمل تلك الزهور المنتصبه في حديقة البيت والتي تكسر قسم منها بفعل الأهمال,ثم يجول بخاطره بين سربره وكتبه المتناثره هنا وهناك.هذا التأمل الذي لايلبث أن يتمخض عن رغبة بالتوجه الى ذلك الصديق ليسأله هذا السؤال, مستنكرا بعض الشيئ خاصة إن ذلك الشخص كان الصديق الوفي الأمين دوما,الذي ساعده على تجرع فترات كان من أقسى الفتراتوفوق كل هذا كان الصديق الوحيد للعائله التي انتقلت الى بارئها بفعل سيارة ملغومه.لكنه عاد وتريث ,عاد يتأمل بتلك الغرفه ويضم يديه الى صدره من شدة البرد.يتأمل أثاثا بسيطه سرير أغلب أغطيته كانت تلامس الأرض دون أنتظام,طاولة صغيره عليها كتب متناثره مفتوحة على بعض صفحاتها.لكنه فقد صبره فأتجه نحو الهاتف الأرضي مسرعا للأتصال والأطمئنان, وهو لايعلم أن سنة الحياةقضت بأن تضع الفيصل لتساؤلاته الكثيره, رن الهاتف كثيرا ولم يسمع الأجابه, ثم إتصل وأتصل , وفي النهايه رفع الهاتف لكنه لم يسمع الكلمه التي إعتاد عليها,بل سمع عويلآ وصياحاعلى صديقه الذي أصابه ما أصاب عائلته.